قالت الفتاة وهي تشهق واللعاب يسيل من فمها:ـ
ـ"هلم! انتهِ من هذا كله.. إنك إن تقتلني تحررني"ـ
كانت تتكلم الإنجليزية؛ لأنها أدركت على الفور أنه ليس مصريًا، وأدرك هو القصة بلا جهد.. عذاب التحول.. إنها تنزلق في حفرة الشر لكنها لا تريد أن تنزلق أكثر، وبرغم هذا هناك هذه الحاجة الملحّة للدم.. الظمأ المستعر الذي لا يرتوي أبدًا
ظل يلهث لدقيقة وقد صوّب الفوهة إلى فؤادها، ثم حزم أمره.. أبعد الفوهة ونهض.. إن تحولها لم يكتمل بعد، لذا كان قتلها صعبًا بالفعل.. هذا ليس قتالاً بل هو قتل
هناك جلست على الأرض جوار كشاف عملاق مكسور من كشافات المعبد، وقد أحاط بها ابن آوى أو اثنان، فبدت كأنها شيطان خرج من الأرض
ـ"ما اسمك؟"ـ
ـ"منى"ـ
ـ"منذ متى بدأ تحولك؟"ـ
ـ"منذ شهر"ـ
ساد الصمت بعض لحظات.. كان يعرف القصة بالتقريب.. خطيب أو أخ أو زوج جعلها تجرب تلك الأقراص اللعينة.. والأقراص جاءت من الولايات المتحدة.. لكن لماذا؟
ـ"هل تعرفين آخرين؟"ـ
أدركت على الفور أنه يعرف ما يبحث عنه، فقالت وهي تبعد الشعر اللزج عن وجهها:ـ
ـ"خطيبي.. صديقتي.. عددهم يزداد"ـ
ـ"وكم منهم هنا هذه الليلة؟"ـ
كانت الإجابة سريعة جدًا ومفزعة
**************
كانوا يخرجون من وراء الأعمدة العملاقة
انكمش جيريمي وهو يراقب واحدًا تلو آخر يمشي هناك.. يمشي في تلك الفرجة في المعبد.. يمشي حول تلك الحفرة.. يعبر هذه البقعة ربع المضيئة.. عددهم لا يقل عن عشرين
حبس نفسه وراح يرتجف.. نظر للفتاة فأدرك أنها خائفة مثله. هذه علامة طيبة.. تحسس المسدس في عصبية
وهناك في قلب تلك الساحة الممتدة الخالية كان الشيء يقف.. الشيء الذي يبلغ ارتفاعه أربعة أمتار.. كان مسربلاً في الظلام واللون الأسود، لكن بوسعك أن تدرك أن رأسه عملاق ولا يمكن أن يكون بشريًا
جسد بشري فارع.. جسد أنثى على الأرجح لكن الرأس يختلف
رائحة عطنة.. رائحة الدماء المسفوحة
ثم دوى صوت الزئير الذي ارتجت له الجدران والأعمدة.. زئير أسد لا شك فيه
سخمت
نحن نتكلم عن سخمت